نهاية السنة وكابوس الشهادات والعلامات!

نشرة تربوية لأولياء الأمور

إغلاق السنة الدراسية في غالبية المدارس محكوم بسياسة التقييم، وتختار أغلبها أيضا تسجيل "تقييم رقمي بنسبة مئوية" (علامة) في الشهادة النهائية. من ناحية، تمثل العلامة مقياساً موضوعياً لمدى تقدم الطالب\ة في المدرسة، ومدى فهمه\ا للمواد التعليمية، ومدى دراسته\ا وتذويته\ا للمواد قبل التوجه للاختبارات والامتحانات، ومن ناحية أخرى لا يمكن اعتبار العلامة المنخفضة دائماً مؤشراً عادلاً لمقدار ما تعلمه\تعلمته الطالب\ة، أو مقياساً لمدى نجاحه\ا لاحقاً، ويعود هذا لأسباب متعلقة بقدرات الطالب\ة الشخصية والتعليمية، ولقدرات المعلم\ة وتواصله\ا مع فئات طلابية ذات احتياجات خاصة وكذلك للخلفية العائلية والبيئة المؤثِّرة على إتاحة التعلّم والتدريب. لذا، نحتاج كأولياء أمور إلى التروي والتفكير ملياً في ردود فعلنا وتعاملنا تجاه "شهادة التقييم المدرسية"، كي لا يكون ردنا عاملاً مساعداً لترسيخ الفشل وإحباط الروح الشخصية لأولادنا\بناتنا. مرفق اقتراح لخطوات عملية وإيجابية للتعامل والتفاعل عند استلام شهادة العلامات: 1. لا تجعل\ي رد فعلك مباشر، ولا تناقش\ي مضمون الشهادة فوراً بعد تسلمها، من المريح التعبير عن الإحباط وعدم الرضى بشكل مباشر، لكن التوجه للأمور يبدو واضحاً وصائباً أكثر عند التفكير بها بهدوء وبعد فترة معقولة. 2. حدد\ي موعداً مناسباً للحديث مع ابنك\ابنتك، واطلب\ي منه\ا التواجد معك في مكان مريح بالمنزل وبوقت مناسب لكما الاثنين. (سيساعد هذا على تجنب "مبارزة الصراخ والغضب والإحباط"، فنتيجة المبارزة لن تكون لصالح أي طرف، ولن يخرج منها أي شيء مثمر). 3. دع\ي المحادثة مُتيحة ومفتوحة، وبها تعبير صادق عن المشاعر والتوقعات والاحباطات، وعرض الوضع والواقع الراهن، لكن من المفيد أن يتم التفكير في اختيار عبارات التوجه: - "لقد لاحظت أن العلامة في.... منخفضة وأقل بكثير مما كنا نعتقد، ساعدني على فهم السبب" وليس "أنت رسبت في... وهذا غير مقبول"، افتتاحية كهذه تخفف من مشاعر اللوم وتتيح الفرصة لإيجاد أسباب. - "يبدو أنك تواجهين صعوبة في اللغة العربية، وهذا الامر معروف، لكن توقعنا أن جهدنا في هذا الجانب سيحصد نتيجة، من الواضح أن اتجاهات جهدنا لم تكن سليمة، وهذا يسبب لك الإحباط". ومن المهم الوصول بالمحادثة إلى نقطة المسائلة وطلب التوضيح والاحتياج: " ما الذي تعتقد\ين أنه يمكنك القيام به للحصول على أداء أفضل؟ يبدو أن السيرورة السابقة غير مفيدة؟ "، لأن من المهم إشعار الولد\البنت بمسؤولية تجاه تعلمه\ه ودراسته\ا ونتائجهم، ويجب أن يكون\تكون هو\هي جزء في طرح الحل. 4. لماذا يحصل\تحصل ابني\ابنتي على علامات غير مرضية؟!، هذا هو السؤال الأهم الذي يجب طرحه خلال التفكير بالحل، وبعد الفحص والتشخيص ومشاورة أصحاب الخبرة والمدرسة، لأن الإجابة الدقيقة عليه ستساعد على تطوير سيرورة عمل مناسبة للتحسين، هذا هو السؤال الذي يجب الإجابة عليه قبل القيام بأي شيء آخر، لأنه بعد ذلك يمكننا تحديد أفضل الخطوات التي يجب اتخاذها لمعالجة السبب الأساسي. ويمكن أن تكمن الأسباب في صعوبات وفقر بالمهارات الأساسية اللازمة للتعلّم، أو في صعوبات تعلمية بمجال أو أكثر، ربما تكون الأسباب متعلقة بطرق تعليم المواد بالمدرسة أو منهاجها الذي لا يتلاءم مع قدرات واحتياجات ابني\ابنتي، أو بعائق نفسي أو بسبب فجوة تراكمت في فترة جائحة الكورونا، أو لأسباب عائلية أو لأسباب عديدة أخرى. 5. كونوا سبّاقين\ات في تخطيط سيرورة الحل والدعم، إن العطلة الصيفية فرصة للتحرر من المؤسسة التعليمية الضاغطة ويجب أن تتيح التفريغ والانبساط وتجديد القوة والدافعية للدراسة، لكنها يمكن أن تكون أيضاً (بأجزاء معقولة منها) مساحة لتطوير مهارات شخصية وتعلمية أو إجراء تشخيصات لازمة، أو إثراء بمجالات محددة، لا تنتظروا بداية السنة القادمة لإيجاد الحلول وسُبُل الوصول إليها. همسة تربوية: "لا بد أن يتحمل الطالب\ة نتائج سيرورة تعلًمُه\ا بالأجزاء التي كانت له\ا القدرة والمهارة في السيطرة عليها، لكن تذكروا أن تحمُّل المسؤولية لا يُبنى بالعقاب والعنف، إنما بالحزم والتوجيه والإرشاد وتطوير الاستقلالية للتعلّم والكثير من المحبة"