top of page
Online Education
بحث

العلاج بواسطة الموسيقا

تاريخ التحديث: 4 ديسمبر 2021

قد يتسأل الكثيرون، ما هوَ العلاج بالموسيقا؟ وكيف يمكن أَنْ تكون الموسيقا وسيلة علاجيّة؟


لا شكّ بأَنَّ كلَّ إِنسان حينَ يسمع الموسيقا ينتابُه شعور معيَّن؛ فقد يفرح، يحزن، يغضب، يتحفَّز ويشعر بالحيويَّة، يُحبَط، أَو أَنَّه يسرَح في عالمه الخاصّ من ذكرياتٍ، أَحداث وَأَحلام ولربّما أَيّ شعورٍ آخر. قَدْ يختلف هذا الشعور من شخص لآخر بحسب نوع الموسيقا أَو التجارب الَّتي مرَّ بها. قبل البدء بالحديث عن العلاج بالموسيقا من الضروريّ توضيح الفرق بينَ الموسيقا كعلاج (Music as Therapy)، والموسيقا خلال العلاج (Music in therapy):


الموسيقا كعلاج (Music as Therapy)، هنا تعتبر الموسيقا بحدّ ذاتها كعلاج في حالات معيَّنة أَو ظروف خاصَّة، فمثلًا في كثير من المستشفيات قد تمّ استعمال الموسيقا في قسم الولادة أَثناء عمليَّة الولادة، عن طريق تشغيل موسيقا هادئة لما لها من تأثير في تخفيف الأَلم وإِحلال الهدوء والسكينة.  كذلك، نرى في صالات الرياضة واللياقة البدنيّة استعمال الموسيقا الايقاعية والصاخبة نوعًا ما من أَجل تحفيز المشتركين على الحركة وزيادة النشاط.


بالتالي نلاحظ أَنّ الموسيقا تؤثِّر على سلوك الشخص، وذلك عن طريق تأثيرها على المخّ والذي بدوره يؤثّر على باقي الأعضاء الجسديّة بطرق ملحوظة.


الموسيقا خلال العلاج (Music in therapy)، هي الموسيقا والفعاليّات الموسيقيّة الّتي يقوم المعالِج المختَصّ باستعمالها مع كلِّ حالة على حدة بما يتناسب مع الشخص الذي يتلقّى العلاج. فمثلا إِذا لاحظ المعالِج بِأَنَّ المتعالج غضبانا فممكن أَنْ يُطلب مِنه أَن يستعمل الطّبّDrums)) قبل أنْ يتكلّم معه، وهكذا خلال العَزف أَو القرع على الطبل يكون المتعالِج قد فرغ الغضب والمشاعر السلبيّة عن طريق العزف، وبذلك يكون قد خفّف من غضبِه ممّا يُمَكّنه من التعاون مع المعالِج بصورة  إيجابيّة وفعّالة.


بحسب الكثير من الأَبحاث وردود الفعل يتبيَّن أَنَّ هذا النوع من العلاج عادة ما يكون أَسرع وأَكثر تأثيرًا من طرق العلاج التي لا تُستعمل بها الموسيقا. هناك كثير من الدول التي تهتمّ بمثل هذا النوع من العلاج  مثل الولايات المتَّحدة، فالكثيرون مِمن تمَّ علاجُهم عن طريق الموسيقا يقرّون  بأَنَّ هذا النوع من العلاج أَكثر متعة.


لا بدَّ منَ التنويه بِأَنَّ المعالج المختَصّ عن طريق الموسيقا، هو شخص مؤهَّل يجب أَن يكون قد درس، وتعلَّم هذا التخصّص. فالمعالج الموسيقيّ يجب أَن يكون ذا خلفيَّة ومعرفة موسيقيّة تمكّنه منَ التفاعل مع الشخص الذي يتلقّى العلاج ومن تحليل الموسيقا الَّتى ينتجُها الشخص المتعالِج. لذلك بالإِضافة للخلفيّة الموسيقيّة، المعالِج يكتسب ويدرس مسارات كثيرة ومتنوّعة من مجالات عدَّة مثل: علم النفس والتربية، وعلاقتها مع الموسيقا، بالإِضافة لمجالات متنوّعة لها علاقة بعلم النفس، علم الاجتماع، والطبّ (المخّ والأَعصاب). إِنّ مسار تعليم العلاج بالموسيقا والَّذي يحتوي على مجالات مختلفة من تخصُّصات منوَّعة يهدف لإِكساب المعالَجين نظرة شموليَّة بهدف تأهيل معالَجين مختَصّين ذوي خبرة ملائمة من أَجل تقديم العلاج النوعيّ والناجع.


المعالَجون بالموسيقا مدَرَّبون على صياغة الأَهداف التي تستخدِم الموسيقا لتوظيفها لمختلَف الاحتياجات. كذلك يعمل المعالجون بالموسيقا معَ المعالَجين بطرق أُخرى، والمعلّمون لتكوين خطّة علاجيّة ترتبط بالاحتياجات النوعيّة للطّفلِ، وَالَّتي تُستخدَم الموسيقا فيها كمصدر دائم للمعاونة والمساعدة في إعادة تأهيل وإِصلاح الطّفل ونمّوه. أَيضًا يمكن أَن تكون الموسيقا وسيلة فعّالة للاتّصال لمساعدة الطفل الذي لديه صعوبة في تطوير مهارات اجتماعيّة ممّا تؤثّر على قدرة تكوين علاقات معَ الآخرين.


إِنّ الموسيقا تعتبر أَداة إضافيَّة فعّالة، ودودة، ممتعة، تحتوي على الكثير من الإِمكانيَّات مثل: العَزف، الاستماع، الارتجال، تأَليف الأَغاني، التلحين، وغيرها بحيث يمكن تطويعها من أَجل تحقيق الهدف المنشود.


لذلك يُلاحَظ في السنوات الأَخيرة بأَنَّ هناك ازدهار ووعي لهذا المجال العلاجيّ ممّا يجعل الكثير من الأَنظمة التعليميّة والمؤسَّسات تستعين وتستخدم وسيلة العلاج بالموسيقا في برامجِها وخدماتها كونها جزءًا نموذجيًّا في الخطّة التعليميَّة أَو العلاجيّة.





 
 
 

Comments


logo_white.png

مركز الوردية التربوي 

مدرسة راهبات الوردية (الفرع الابتدائي)

شارع جعفر الصادق ١١, القدس.

هاتف: 5784114-02

educenter@rosaryshs-j.com

  • Facebook

Copyright © 2021 All Rights Reserved

bottom of page